هل يوجد لسور القرآن أو آيات القرآن خدم أو خدام ؟
خدام سورة الجن خدام سورة يس خدام سورة الاخلاص ملوك الجن الرياضات الخلوات
هل للقران خدام هل يحضر الجن عند تلاوة القران هل يستخدم الجن في القران ؟
الحمدلله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد
قال الله عز وجل ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ)
فقد جاء في تفسيرها عن بعض السلف أن الشياطين كتبت السحر بعد موت سليمان، ثم أضافة السحر إلى نبي الله سليمان
و لذلك كذبهم الله عز وجل و قال (وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ )
و أن هذا السحر من الشياطين
و قد ظهر من اتهم القرآن بما اتهم به نبي الله سليمان فقالوا أن لكل سورة من القرآن خدم و بعضهم زعم أن لكل آية من القرآن خادم من الملائكة أو من غير الملائكة
و الذين ادعوا هذا الأمر هم ثلاث طوائف لا رابع لهم
الأول : هم السحرة و أهل الشعوذة
ففي كتب السحر التي كتبوها زعموا أن لسور القرآن خدم .. و خلطوا الطلاسم بآيات القرآن و في بعض أنواع أسحارهم يكتبون القرآن مجردا لكن بصفة و هيئة معينة و يستخدمون ذلك في قتل المصاب أو سحر التفريق أو سحر الجلب و المحبة أو سحر المرض أو لغيره من الأسحار . و إنما قاموا بذلك تلبسيا و تدلسيا على الناس أن هذا ليس بسحر و أنه مجرد قرآن و هم قد كذبوا في ذلك و كفروا بالله ، فهذه الأمور كلها تقوم بها الشياطين و من يستغيثون به من دون الله رب العالمين
القسم الثاني : الرافضة و هم ممن يقول بأن لسور القرآن خدم
و تجد ذلك في مواقعم و كتبهم و فتاويهم و هؤلاء كسابقيهم الحدوا بالله في هذا الأمر بل بعضهم زعم أن القرآن محرف و أن أهل السنة بدلوا آيات القرآن كما هو معلوم عنهم
القسم الثالث : و هم الصوفية
فهؤلاء دخلوا في السحر لأجل أن يظهروا للناس أنهم أهل كرامات و مكاشفات ، و قد ذكر العلامة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة أن أول من أدخل السحر في الإسلام هم الصوفية
فقال ابن خلدون رحمه الله . ( هذا العلم- اي السحر - حدث فى الملة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوفة - الحلاج ، بن عربي ، العفيف التلمسانى ، بن سبعين ، ابن الفارض - و جنوحهم إلى كشف حجاب الحس ، و ظهور الخوارق على أيديهم و التصرفات فى عالم العناصر ، و تدوين الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم فى تنزل الوجود عن الواحد و ترتيبه .
و زعموا أن الكمال الاسمائى مظاهر أرواح و الافلاك و الكواكب و أن طبائع الحروف و أسراراها سارية فى الاسماء فهى سارية فى الاكوان )) المقدمة لابن خلدون ص (930)
فلذلك لا تجد ذكرا للكلام حول خدم القرآن إلا في كتب هذه الطوائف أما كتب الإسلام و دواوينه المعروفة فلا تجد لذلك ذكرا و لا أثرا .. فليس في كتب التفسير و لا الحديث و لا الآثار شيء من هذه الأكاذيب
و ما يفعلونه من شعوذة من استعانة بشياطين يزعمون أنهم خدم القرآن يعلمون أنه سحر و لو كان حقا و صدقا لأخبرنا به النبي صلى الله عليه و لنقله لنا أصحابه رضي الله عنهم و نقله من بعدهم التابعون ... فكرامة زعموا أنها للقرآن لم يخبرنا بها النبي و لا أصحابه و لم يقل بها التابعون و لا الائمة الأربعة و لا أتباعهم هي كذب و دجل
والقرآن أنزله الله هداية و تدبر و شفاء للمؤمنين لم ينزله لهذه الخرافات التي زعموها كذبا و تحريفا لكتاب الله
و أما ما يتعلق بخدم القرآن من فتاوى
فقد جاء في فتاوي الشبكة الإسلامية برقم 116960
[السُّؤَالُ]
ـ[أنا كنت أقرأ سورة يس وشيخ قال لي لا تقرئي كل يوم حتى لا يؤذيك خدام السورة فهل هذا صحيح أم لا؟ فأرجوكم أرسلوا لي الرد؟ شكراً.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قراءة القرآن الكريم لا يترتب عليها إلا الخير، بل إن قراءته سبب لطرد الشياطين والحماية من شرهم، فقد قال الله تعالى: وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا {الإسراء:45} ، ثم إنا ننبه إلى أن الحديث الوارد بقراءة سورة يس ضعيف السند، فقد رواه الدارمي مرسلاً عن عطاء وهو تابعي، والمرسل من أقسام الضعيف عند الجمهور، للجهل بمن روى التابعي عنه، كما قال العراقي في ألفيته:
ورده جماهر النقاد * للجهل بالساقط في الإسناد
ثم إن ما يذكر من كون سورة ما لها خادم، إنما هو كلام يدعيه أدعياء الروحانيات ولا دليل يدل عليه، ولا دليل يدل على أنهم يؤذون من قرأ تلك السورة.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
16 محرم 1430
و جاء فيها برقم : 44527
[السُّؤَالُ]
ـ[هل لكل آيه في القرآن الكريم (مثل آية الكرسي) خادم؟ وهل يمكن أن يحضر هذا الخادم للرجل الصالح عن طريق ما يسمى بالرياضة أو الخلوة ويشترط عليه شروطا معينة كالصوم في أيام معينة وزيارة القبور والامتناع عن كل المنهيات (كبائر وصغائر) ؟ وذلك للاستعانة به في أعمال الخير؟ فأنا أسمع أن سورة الصمد لها خادم يسمى عبد الأحد أو عبد الصمد فهل هذا صحيح؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما يعتقده البعض أن لكل آية أو سورة من سور القرآن أو لكل اسم من أسماء الله الحسنى خادماً، من العقائد الباطلة التي لم ينزل الله بها من سلطان، وما أضيف إليها من شروط وتصورات باطلة مثلها.
والله أعلم.
[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
04 محرم 1425
و قد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – حال هؤلاء الذين يستغيثون بالشياطين من الصوفية و يزعمون أنها كرامات .
فقال شيخ الإسلام ابن تيمية ( وَنحن نَعْرِف كثيرا من هَؤُلَاءِ فِي زَمَاننَا وَغير زَمَاننَا، مثل شخص هُوَ الْآن بِدِمَشْق كَانَ الشَّيْطَان يحملهُ من جبل الصالحية إِلَى قَرْيَة حول دمشق، فَيَجِيء من الْهَوَاء إِلَى طَاقَة الْبَيْت الَّذِي فِيهِ النَّاس فَيدْخل وهم يرونه، وَيَجِيء بِاللَّيْلِ إِلَى (بَاب الصَّغِير) فيعبر مِنْهُ هُوَ ورفيقه، وَهُوَ من أفجر النَّاس.
وَآخر كَانَ بالشَّوْبَك من قَرْيَة يُقَال لَهَا (الشاهدة) يطير فِي الْهَوَاء إِلَى رَأس الْجَبَل وَالنَّاس يرونه، وَكَانَ شَيْطَانه يحملهُ، وَكَانَ يقطع الطَّرِيق؛ وَأَكْثَرهم شُيُوخ الشَّرّ، يُقَال لأَحَدهم البَوْشي أبي الْمُجيب ينصبون لَهُ خركاه فِي لَيْلَة مظْلمَة ويصنعون خبْزًا على سَبِيل القربات، فَلَا يذكرُونَ الله وَلَا يكون عِنْدهم من يذكر الله وَلَا كتاب فِيهِ ذكر الله، ثمَّ يصعد ذَلِك البَوْشي فِي الْهَوَاء وهم يرونه ويسمعون خطابه للشَّيْطَان وخطاب الشَّيْطَان لَهُ، وَمن ضحك أَو سرق من الْخبز ضربه الدُّف وَلَا يرَوْنَ من يضْرب بِهِ.
ثمَّ إِن الشَّيْطَان يُخْبِرهُمْ بِبَعْض مَا يسألونه عَنهُ، وَيَأْمُرهُمْ بِأَن يقربُوا لَهُ بقرًا وخيلاً وَغير ذَلِك، وَأَن يخنقوها خنقًا وَلَا يذكرُونَ اسْم الله عَلَيْهَا، فَإِذا فعلوا قضى حَاجتهم.
وَشَيخ آخر أَخْبرنِي نَفسه أَنه كَانَ يَزْنِي بِالنسَاء ويتلوط بالصبيان الَّذين يُقَال لَهُم "الحوارات"، وَكَانَ يَقُول: يأتيني كلب أسود بَين عَيْنَيْهِ نكتتان بيضاوان، فَيَقُول لي: فلَان ابْن فلَان نذر لَك نذرا وَغدا نَأْتِيك بِهِ، وَأَنا قضيت حَاجته لِأَجلِك، فَيُصْبِح ذَلِك الشَّخْص يَأْتِيهِ بذلك النّذر، ويكاشفه هَذَا الشَّيْخ الْكَافِر.
قَالَ: وَكنت إِذا طُلب مني تَغْيِير مثل اللاَّذَن أَقُول حَتَّى أغيب عَن عَقْلِي وَإِذ باللاذن فِي يَدي أَو فِي فمي، وَأَنا لَا أَدْرِي من وَضعه.
قَالَ: وَكنت أَمْشِي وَبَين يَدي عَمُود أسود عَلَيْهِ نور.
فَلَمَّا تَابَ هَذَا الشَّيْخ وَصَارَ يُصَلِّي ويصوم ويجتنب الْمَحَارِم ذهب الْكَلْب الْأسود وَذهب التَّغْيِير فَلَا يَأْتِي بلاذن وَلَا غَيره.
وَشَيخ آخر كَانَ لَهُ شياطين يرسلهم يصرعون بعض النَّاس، فَيَأْتِي أهل ذَلِك المصروع إِلَى الشَّيْخ يطْلبُونَ مِنْهُ إبراءه، فَيُرْسل إِلَى أَتْبَاعه فيفارقون ذَلِك المصروع، ويعطون ذَلِك الشَّيْخ دَرَاهِم كَثِيرَة. وَكَانَ أَحْيَانًا تَأتيه الْجِنّ بِدَرَاهِم وَطَعَام تسرقه من النَّاس، حَتَّى أَن بعض النَّاس كَانَ لَهُ تين فِي كوارة فيطلب الشَّيْخ من شياطينه تينًا فيحضرونه لَهُ، فيطلب أَصْحَاب الكوارة التِّين فوجدوه قد ذهب.
وَآخر كَانَ مشتغلاً بِالْعلمِ وَالْقِرَاءَة فَجَاءَتْهُ الشَّيَاطِين أغوته وَقَالُوا لَهُ: نَحن نسقط عَنْك الصَّلَاة ونحضر لَك مَا تُرِيدُ. فَكَانُوا يأتونه بالحلوى أَو الْفَاكِهَة، حَتَّى حضر عِنْد بعض الشُّيُوخ العارفين بِالسنةِ فاستتابه، وَأعْطى أهل الْحَلَاوَة ثمن حلاوتهم الَّتِي أكلهَا ذَلِك الْمفْتُون بالشيطان.)(جامع الرسائل لابن تيمية ) (1/ 194)
فانتبيه أيها المسلم الموحد لعقيدتك و لا تشرك بالله شيئا فخسارة البدن و مرض البدن و لا خسارة الآخرة و لا تكن كالذي قال الله فيه
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (11) يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُ وَمَا لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ (12) يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ (13)} [الحج: 11 - 13]
تعليقات
إرسال تعليق