مفتاح الشفاء من السحر والمس والامراض الجسدية
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر . قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ) . فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : ( يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ) . قلت : يا رسول الله : أفلا استخرجته ؟ قال : ( قد عافاني الله ، فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا ) . فأمر بها فدفنت
إن من تدبر ما وصلنا من هدي النبي الكريم صلي الله عليه و سلم و أصحابه رضي الله عنهم يجد أن مفتاح الشفاء الأساسي هو الدعاء حتي قبل القرآن و من لم يجد هذا المفتاح صعب عليه الشفاء و لو استشفي بالقرآن لتكاملهما , فالقرآن خطاب الله للثقلين و كما قال أحد الصالحين : من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن و الدعاء خطاب البشر لله و من أراد أن يكلم الله فليدخل في الصلاة , والصلاة من البشر معناها كما قال العلماء التضرع و الدعاء
فهذا الترابط الوثيق بين الدعاء و الإستشفاء بالقرآن يظهر جليا سبب شكوي المرضي و الرقاة من تأخر الشفاء بالقرآن و لو قرأوا القرآن كاملا , فالقرآن سهل قراءته و تكراره وكذلك الدعاء لكن الدعاء له خاصية لا تتوافر في غيره و هي شعور الداعي بالقرب من الله و الإجابة من عدمه , فقد يدعو الداعي كثيرا و لايشعر بأثر إجابة في نفسه و قد يدعو و لو قليلا في موضع آخر و يجزم بأنه قد قبل نتيجة شعور شعر به , و قد ينسب البعض سبب ثقل الدعاء و عدم إستحضار القلب للشيطان و هذا غير صحيح مئة بالمئة و إنما له أسباب كثيرة ذكر بعضها إبراهيم بن أدهم لأهل البصرة عندما سألوه ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟
فالشيطان مهما بلغ خبثه و لو أبليس نفسه لا يستطيع أن يحول بين الله و قلب العبد أبدا , أما الجوارح فربما و لهذا ذكر اللعين إنه سيأتي الإنسان من كل جانب إلا من فوقه فهو لا يقدر علي ذلك
" ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "
فالمعوذات التي هي المرتكز الأساسي في العلاج الشرعي هي أدعية في حقيقة الأمر و كذلك سورة الفاتحة
فلذلك لا ينبغي اللجوء لطرق أخري قبل إتقان الدعاء فهو كاف عن غيره و المنفعة قليلة من غيره بدونه فهو المفتاح الأساسي فإذا استطعت اجتياز السد الأول بهذا المفتاح فالشفاء قادم لا محالة , قد يكون به وحده و قد يجعل الله سببا آخر و قد يكون هذا السبب بسيط جدا إختبارا من الله للداعي هل سيرد السبب للدعاء و الإلتجاء إلي الله أم يرده للسبب الظاهر و هذا إختبار يسقط فيه الكثير
فأفضل الرقاة هو من بدأ تعلم الرقية بالمسنون عن النبي و لم يتجاوزه إلي غيره حتي يتقنه و يجد أثره علي نفسه و علي المريض و عدم الإستعجال بتعلم الطرق الأخري مهما قيل عن أثرها و قوتها و مهما تأخر الوصول إلي الدرر المكنونة في المسنون فمع الصبر و الإحسان سيصل للمكنون و يفرح به و بعدها إذا أراد أن ينوع و يبحث في علم الآخرين فليفعل .
و إن كان الدعاء هو مفتاح الشفاء فلهذا المفتاح مفتاح آخر يمر عليه الكثير مر الكرام و في الحقيقة هو في غاية الأهمية للإستجابه
عن فضالة بن عبيد ( رضي الله عنه ) : قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى : فقال : اللهم أغفر لي وارحمني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجلت أيها المصلي اذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ثم ادعه .
فحمد الله و الثناء عليه هو مفتاح الدعاء و لا يملكه إلا قلب المؤمن و هو لا يتعلم ولا يتلقي إلا بكلمات لا يدركها إلا قلب المؤمن , و المؤمن إذا إرتجل حمد الله و الثناء عليه أسمعك عجبا عجبا و إذا استعمل الحمد و الثناء المسنون عن أول العابدين و الحامدين صلي الله عليه و سلم لذاب شوقا لربه
فإذا أحسن الداعي الحمد و الثناء علي الله صادقا معظما لمولاة فتح له بابا لا يمكنه الوصول إليه بدونه و هو التضرع إلي الله في الدعاء و الذل بين يديه و الشعور بالفقر بين يديه و الذي هو قلب الدعاء
قال تعالي ( ادعو ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين )
و هذا شيخ الإسلام يحسن حمد الله و الثناء عليه فتولد عنده هذا الشعور بالضعف و المذلة بين يدي الله فأبدع بهذه الكلمات
أنا الفقير إلى رب البريات.....أنا المسكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي.....والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة.....ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني.....ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا.....إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا.....ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به.....كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا.....كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم.....وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه.....فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه.....ما كان منه وما من بعد قد ياتى
فاجتهد ثم اجتهد ثم اجتهد لتحصل علي هذا المفتاح فلن يفتح الباب بغيره
فما سبق السابقون إلا بشئ قد وقر في القلب
و لا ننسي الصلاة علي النبي صلي الله عليه سلم فهو حبيب الله و هو الذي دلنا عليه
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" آل عمران
سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني زريق ، يقال له لبيد بن الأعصم ، حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله ، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي ، لكنه دعا ودعا ، ثم قال : ( يا عائشة ، أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، فقال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ فقال : مطبوب ، قال : من طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم ، قال : في أي شيء ؟ قال : في مشط ومشاطة ، وجف طلع نخلة ذكر . قال : وأين هو ؟ قال : في بئر ذروان ) . فأتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ، فجاء فقال : ( يا عائشة ، كأن ماءها نقاعة الحناء ، أو كأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين ) . قلت : يا رسول الله : أفلا استخرجته ؟ قال : ( قد عافاني الله ، فكرهت أن أثور على الناس فيه شرا ) . فأمر بها فدفنت
إن من تدبر ما وصلنا من هدي النبي الكريم صلي الله عليه و سلم و أصحابه رضي الله عنهم يجد أن مفتاح الشفاء الأساسي هو الدعاء حتي قبل القرآن و من لم يجد هذا المفتاح صعب عليه الشفاء و لو استشفي بالقرآن لتكاملهما , فالقرآن خطاب الله للثقلين و كما قال أحد الصالحين : من أراد أن يكلمه الله فليقرأ القرآن و الدعاء خطاب البشر لله و من أراد أن يكلم الله فليدخل في الصلاة , والصلاة من البشر معناها كما قال العلماء التضرع و الدعاء
فهذا الترابط الوثيق بين الدعاء و الإستشفاء بالقرآن يظهر جليا سبب شكوي المرضي و الرقاة من تأخر الشفاء بالقرآن و لو قرأوا القرآن كاملا , فالقرآن سهل قراءته و تكراره وكذلك الدعاء لكن الدعاء له خاصية لا تتوافر في غيره و هي شعور الداعي بالقرب من الله و الإجابة من عدمه , فقد يدعو الداعي كثيرا و لايشعر بأثر إجابة في نفسه و قد يدعو و لو قليلا في موضع آخر و يجزم بأنه قد قبل نتيجة شعور شعر به , و قد ينسب البعض سبب ثقل الدعاء و عدم إستحضار القلب للشيطان و هذا غير صحيح مئة بالمئة و إنما له أسباب كثيرة ذكر بعضها إبراهيم بن أدهم لأهل البصرة عندما سألوه ما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟
فالشيطان مهما بلغ خبثه و لو أبليس نفسه لا يستطيع أن يحول بين الله و قلب العبد أبدا , أما الجوارح فربما و لهذا ذكر اللعين إنه سيأتي الإنسان من كل جانب إلا من فوقه فهو لا يقدر علي ذلك
" ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين "
فالمعوذات التي هي المرتكز الأساسي في العلاج الشرعي هي أدعية في حقيقة الأمر و كذلك سورة الفاتحة
فلذلك لا ينبغي اللجوء لطرق أخري قبل إتقان الدعاء فهو كاف عن غيره و المنفعة قليلة من غيره بدونه فهو المفتاح الأساسي فإذا استطعت اجتياز السد الأول بهذا المفتاح فالشفاء قادم لا محالة , قد يكون به وحده و قد يجعل الله سببا آخر و قد يكون هذا السبب بسيط جدا إختبارا من الله للداعي هل سيرد السبب للدعاء و الإلتجاء إلي الله أم يرده للسبب الظاهر و هذا إختبار يسقط فيه الكثير
فأفضل الرقاة هو من بدأ تعلم الرقية بالمسنون عن النبي و لم يتجاوزه إلي غيره حتي يتقنه و يجد أثره علي نفسه و علي المريض و عدم الإستعجال بتعلم الطرق الأخري مهما قيل عن أثرها و قوتها و مهما تأخر الوصول إلي الدرر المكنونة في المسنون فمع الصبر و الإحسان سيصل للمكنون و يفرح به و بعدها إذا أراد أن ينوع و يبحث في علم الآخرين فليفعل .
و إن كان الدعاء هو مفتاح الشفاء فلهذا المفتاح مفتاح آخر يمر عليه الكثير مر الكرام و في الحقيقة هو في غاية الأهمية للإستجابه
عن فضالة بن عبيد ( رضي الله عنه ) : قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد إذ دخل رجل فصلى : فقال : اللهم أغفر لي وارحمني . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجلت أيها المصلي اذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله ، وصل علي ثم ادعه .
فحمد الله و الثناء عليه هو مفتاح الدعاء و لا يملكه إلا قلب المؤمن و هو لا يتعلم ولا يتلقي إلا بكلمات لا يدركها إلا قلب المؤمن , و المؤمن إذا إرتجل حمد الله و الثناء عليه أسمعك عجبا عجبا و إذا استعمل الحمد و الثناء المسنون عن أول العابدين و الحامدين صلي الله عليه و سلم لذاب شوقا لربه
فإذا أحسن الداعي الحمد و الثناء علي الله صادقا معظما لمولاة فتح له بابا لا يمكنه الوصول إليه بدونه و هو التضرع إلي الله في الدعاء و الذل بين يديه و الشعور بالفقر بين يديه و الذي هو قلب الدعاء
قال تعالي ( ادعو ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين )
و هذا شيخ الإسلام يحسن حمد الله و الثناء عليه فتولد عنده هذا الشعور بالضعف و المذلة بين يدي الله فأبدع بهذه الكلمات
أنا الفقير إلى رب البريات.....أنا المسكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي.....والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة.....ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني.....ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا.....إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا.....ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به.....كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا.....كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم.....وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه.....فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه.....ما كان منه وما من بعد قد ياتى
فاجتهد ثم اجتهد ثم اجتهد لتحصل علي هذا المفتاح فلن يفتح الباب بغيره
فما سبق السابقون إلا بشئ قد وقر في القلب
و لا ننسي الصلاة علي النبي صلي الله عليه سلم فهو حبيب الله و هو الذي دلنا عليه
"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" آل عمران
تعليقات
إرسال تعليق