رسالة عاجلة إلى الزاوية وغيرها من المبتلين بمسِّ الجان
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعـــــد :
أيتها الزاوية القائمة : أرسل لك هذه الكلمات من واقع معاش ، وآلام أناس بقيت في متابعتها سنوات طويلة ، جرَّبت كثيراً مما يقال : أنه نافع في حرق الجن وطردهم .. لم أترك مما قيل فيه أنه تحدي للجن ، والقاصمة لبقائهم في جسد الإنسان ، أنَّ هذا البخور لنوع كذا وتلك الوصفة السحرية في القضاء على جمع الشياطين ، وهذه الفصيلة من الجن تحتاج إلى كذا من الطرائق والأفعال ..
ومضت السنوات : وصاحبكم يقلب أوراق داريته ،وعلمه السني الأثري .. ساحباً تلك الأقوال والأفعال على ضوابط الشرع ، والتجربة التي تُلاك كثيراً على السنة الذين يعتزون بنتاج عقولهم في عالم الجن الذي جعل الله سبحانه كنه حقيقته إليه إلاّ ما أظهر في أدلة الوحي ..
فيا ليت شعري ! كيف السبيل إلى الوصل إلى عالم الجن ، ودراية دقائق أخباره ؟! فلا يكون ذلك إلا بدليل مسلم الثبوت من الشرع . أو استمداد من كتب السحر والخرافة ..
أما التجربة- وإن زعموا -فلا يمكن الركون إلى ذلك ؛لأن الواقع أن كثيراً من التجارب هي من الجن ، أو بدقة في التعبير من خداع الجن لبني آدم ، فكم أظهرت من تأثر مزعوم .. وآهات وأحزان .. وآلام وأمراض .. ثم نكتشف بعد طول صراع ،وضياع أوقات : أننا كنا نأوي إلى ركن غير وثيق ..
مضى زمن يُقدَّر بسنوات ونحن يشار إلينا بالبنان ، ويقول الناس : الشيخ فلان – غفر الله تعالى ماصدر منا من أقوال وأفعال –
وما ذا بعد ذلك :
علمنا علم يقين ، وحقيقة عين : أن تلك الإشارات والعبارات ،والتجارب .. والتحديات .. وما هي إلا طيف عابر .. وسحابة خادعة .. وظل زائل .. وسراب براق لا حقيقة للنجاة فيه !!
فرجعنا تأملاً ، وانطراحاً بين يدي خالقنا سبحانه ما النجاة ؟! :
فدلنا الشرع وصريح العقل إلى أمر :
1- عالم الجن أصالة لا يمكن الوصول إلى كنه حقيقة إلا من قبل الشرع .
2- تمييز كذب الجن من صوابهم يحتاج إلى رسوخ في العلم ، ومما يريح عند اختلاف النظار ، وقرائح الرجال : هذه القاعدة ( صدقك وهو كذوب ) والتصديق من قبل الشرع وكفى .
3- العوارض الشيطانية ، والتأثيرات العينية : درؤها عن أجساد بني آدم لا يكون إلا بقراءة القرآن المجملة ، أو المفصلة في صحيحة سنة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم ، وما صح ثبوته عن السلف رضي الله عنهم أجمعين .
4- كيفية طرد الأرواح بسحر أو عين .. : الوقف فيه على تفصيل حقيقته يكون من قبل الشرع ، ما ورد عن أئمة الإسلام .
5- تحديد الزمن الشفاء إنما هو بيد الله سبحانه .
6- جربنا الكثير ولم نجد والواقع المشاهد أقوى حجة ودليل : لم نجد أنجح وأنجع وأفضل :
من قوة الالتزام .. وكثرة قيام الليل .. وقراءة القرآن .. الصيام
وما صح ثبوته في الشرع ..
ومن قبل ومن بعد : توفيق الخالق ومن بيده الشفاء سبحانه ..
فالانطراح بين يديه ، والبكاء الصادق .. والخشية : تتنزل بها الرحمات ، وترفع بها الكربات ؛ وليس الخبر كالمعاينة ؟!
[c]تجـــــــــــربة خــــــاصة :[/c]
خمسٌ عجافٌ من السنوات وأنا أعاني بلاء عظيماً أصبت به في أقرب الناس إليَّ – وما ظنكم بإنسان كما أسلفت ذكراً يسميه الناس شيخاً معالجاً من الأمراض الروحية والشيطانية كما يقال –
جرَّب هذا الإنسان كلَّ نتاج سمع به ، وكلَّ خبرة كسبها خلال ثماني عشرة عاماً ؟! ولكن ما ذا ؟! أين التجارب .. أين الخبرة ..أين الذكاء والفطنة .. أين المؤلفاتُ التي كتبتُها في عالم الجن ..
قرأت كلَّ ما كتب من غثه وسمينه .. من طيبه وخبيثه .. فلم أجد البغية المنشودة لإغاثة مئات الملهوفين الذين رأيتهم وسمعت بهم ..
ومضت السنوات ؛ فاستقرَّ الفؤاد على حقيقة واحدة وهي :
وإذا مرضت فهو يشفين !! الالتزام الصادق .. كثرة قراءة القرآن ..قيام الليل .. وو ، وما تم تسطيره سابقاً ؛ فعند ذلك شفى الله المبتلى ، بل والكثير من المساكين ..
أمَّا كثرة التفريع والتنظير : فوالله لو أردناه : فبحري لا تكدره الدلاء ، وإن شئت سطرتُه نظماً في مئات الأبيات ، أو كتبته نثراً في آلاف الكواغد ؟! ولكن ما الفائدة ! والأمة تعيش معانة !! والشياطين تتفنن يوماً بعد يوم في إبعاد الناس عن أصول الاستمداد : ( كتاب وسنة وإجماع وقياس صحيح ) تجارب تقال ، وأقوال تحبر .. ثم نعود راغمين : القرآن والسنة والدعاء والإنابة ..؟!
ومضت تلك التجارب وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام ؟!
وحتى لا يقع اللبس : نحن نتكلم في عالم الجن ؛ فتنبهوا رحمني الله وإياكم .
عوداً على بدء : هذه تجربة صاحبكم ، بل وأسألوا هنا وهناك ما ذا كان النافع ؟! النافع والضار هو الله سبحانه ..
وأكرر : النجاة في كتاب ناطق وسنة ماضية ونقل موثق عن الصادقين من العارفين والصالحين ..
وهذا هو الحق الذي ليس به خفاء ، ودع عنك يا أخي بنيات الطريق فما أكثرها ؟! .
ختاما : أيتها الزاوية القائمة .. والمذنب التائب وكل مبتلى .. :
إن طال زمن البلاء ، فلا بد بمشيئة الله تعالة من فرج قريب ، ونصر قادم .. ونحتاج جميعاً : دعاء صادقاً .. وقراءة مؤثرة .. وإرسال سهام صائبة من أقواس السجود في ظلمة الليل : يا رب يا رب يا رب .. وسترون عجباً .. هذا ما جربته مع من أحب ، ومع مئات من البشر عبر سنوات طوال .
تعليقات
إرسال تعليق